ما هو الزواج المدني في لبنان، عندما خلق الله سبحانه آدم عليه السلام خلق من ضلع حواء ليتم التزاوج بينهما واستمرار النسل البشري على وجه الأرض، فالزواج هو السبيل للتكاثر ومنع الانقراض، وقد شرع الله سبحانه وتعالى الزواج لحاجة كل إنسان إلى امرأة تكمله وتعينه على الحياة ولتستمر ذريته، وهذا الزواج ليس مقتصراً على البشر بل لكل المخلوقات هلى وجه الأرض، وذلك كما حدث عندا صنع نوح عليه السلام السفينة فأمره الله عز وجل بأن يضع في السفينة من كل زوجين اثنين، وذلك حتى ينزلوا للأرض ويعودوا للتزواج مرة أخرى بعد إهلاك القوم الكافرين.
الزواج في الأديان السماوية
الزواج الديني هو أي زواج يقوم على أساس الشريعة التي يتبعها هذه الدين، ويكون باتباع النصوص الدينية المنصوص عليها، والزواج في الدين الإسلامي يقوم على عدة شروط يجب على المسلم أن يلتزم بها وهي القبول والإيجاب بين الطرفين وحضور ولي الأمر والشهود، ويتم فيه إعطاء مهر من الزوج للزوجة، كما أن الزواج في الدين الإسلامي يكون زواجاً دائما مقدسا وميثاقاً غليظاً، وقد أجاز الإسلام الطلاق في خالة استحالة العيش رغم أنه أبغض الحلال عند الله،.
ما حكم الزواج المدني
وفي الإسلام لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج برجل من غير ديانتها، لأن القوامة تكون للرجال في الزواج، أما في الدين المسيحي فالطلاق محرم مهما حدث بين الزوجين، فالزواج فيه دائم ديمومة مطلقة دون طلاق، والزواج الديني مخالف للزواج المدني الذي يشرع الارتباك بغير دين، وهو زواج حر أي أنه لا يقيده شيء إلا قوانين الدولة.
ما المقصود بالزواج المدني
الزواج المدني هو زواج يتم عقده في المحكمة الشرعية، ويكون بين شخصين حيث يتم إلغاء اي شرط أو أي فرق بينهم، ومن الفروقات التي يتم إلغاؤها هي الفروق الدينية أو الفروق المذهبية والعرقية، وفي هذا الزواج لا يمانع أن يرتبط شخص من دين معين بشخص من دين آخر، فمثلا في هذا النوع من الزواج يجوز أن يقوم معتنق أو معتنقة الديانة الإسلامية بالزواج من معتنق أي دين آخر، ويكون هذا الزواج مثل الزواج العادي من حيث يكون فيه شروط العقد من القبول والإيجاب وحضور الشهود، كما أن من يتزوجون مدنياً يكون لهم حقوقهم الكاملة من حقوق اجتماعية وحقوق مدنية وسياسية وغيرها من الحقوق، ويخالف من يخالف هذا النوع من الزواج عندما تكون الدولة قد أقرته رسمياً.
حقيقة عودة الزواج المدني في لبنان مرة أخرى
كان قد تم اقرار موضوع السماح بالزواج المدني في لبنان قبل ذلك، وقد عاد هذا الأمر مجدداً وسط غضب واسع من غالبية الشرائح، حيث أن بعض رجال الدين كانوا قد عرضوا أن يتم شرع قانون ليسمح بالزواج المدني، رغم أنه قد تم عرض هذا الموضوع مسبقاً وشاهدوا حجم التهديد والغضب الذي حدث حينها فتم إلغاء الأمر، ولكن عاد القائمين على هذا الأمر بفتحه مرة أخرى، وقد اختلفت الطوائف اللبنانية ما بين مؤيد ومعارض، فقد وافق الشيعة على هذا الأمر وقالوا أنه لا يوجد في الشريعة ما يعارض الزواج المدني، أما الطائفة الإسلامية السنية والمسيحية فقد عارضوا هذا الموضوع بالمطلق، وأمروا أن لا يتم إقرار مثل هذا الأمر، وما زالت النقاشات والغضب مستمر حول موضوع إقرار الزواج المدني في لبنان.