ما صحة حديث إذا دخلتم بلد فكلوا من بَصَلِهَا، كثيرة هي الأحاديث التي أُسندت في كتب السنة النبوية إلى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، والتي واجهت العديد من النقاشات من علماء الدين والتفسير فيما يتعلق بصحة إسنادها، ومن بينها :” إذا دخلتهم بلد فكلوا من بصلها”، حيث تصاعد البحث عن صحة الحديث في الآونة الأخيرة من قبل مجموعات مختلفة من الطلاب والدراسين في المراحل المختلفة بالمملكة العربية السعودية.
ما صحة حديث إذا دخلتم بلد فكلوا من بَصَلِهَا
يُعرف الحديث النبوي بعدة مسميات منها السنة، والخبر، والأثر ولكن في الاصطلاح فهو يُشير إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية أو سيرة سواء قبل البعثة أو بعد البعثة.
يُعد الحديث او السنة النبوية المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم حيث يتم من خلاله تبيان قواعد وأحكام ونظم الشريعة الإسلامية كما أن يُفصلها ويُبين معانيها ودلالاتها.
وقد تم جمع الحديث وتدوينه في إطار حفظه ودفع الكذب والتزييف عنه وتم تصنيف الأحاديث بين المقبول والمردود والصحيح.
حديث إذا دخلتم بلد فكلوا من بَصَلِهَا
خرج العالم الوافي في الجزء التاسع عشر من كتاب المطاعم والمشارب والتجملات حديث عن أبي عبد اللّٰه عليه السلام قال، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال :” إذا دخلتم بلادا فكلوا من بصلها يطرد عنكم وباءها”، كما قام بتخريجه العديد من علماء المسلمين على مر الأزمان .
وعلى الرغم من ذلك فإن الكثير من الدارسين للعلوم السنية وللأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم يتساءلون حول صحة الحديث من عدم وتفسيراته المختلفة، وهو ما سنعمل على تفصيله تاليًا.
ما صحة حديث إذا دخلتم بلد فكلوا من بَصَلِهَا
قال بعض العلماء المحدثين أن الحديث مشطوك في صحته خاصة في الوقت الذي توجد فيه مجموعة من الأحاديث تُشير إلى كراهة أكل البصل وتأذي الملائكة من رائحته حيث ورد عنه صلى الله عليه وسلم من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا وليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته “، وقوله في حديث آخر ” إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم “. وقال : ” إن كنتم لا بدَّ آكليهِ فأميتُمُوهما طبخًا “ويُشير هنا العلماء إلى كراهة أكل البصل ليس في ذاته وإنما في رائحته التي تؤذي الناس والملائكة.
حديث أكل البصل والثوم
ومن الأحاديث الصحيحة والتي أوردها أبي هريرة في الصحاح عن أكل البصل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :” من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا في المسجد، فقال الناس حرمت، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس ليس بي تحريم ما أحل الله لي، ولكنها شجرة أنا أكره ريحها”.
وفي التفسير فقد أشار العلماء إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خص في الحديث شجرة البصل والثوم ومن على شاكلتها من الأشجار المحل أكلها وأوصى عليه السلام من أكل منها ألا يُصلي الصلاة المكتوبة جماعة في المسجد حتى لا يتأذى من رائحته الناس والملائكة.